الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الجرح والتعديل (نسخة منقحة)
.باب ما ذكر من حفظ حماد بن زيد: .باب ما ذكر من علم حماد بن زيد برواة الآثار وناقلة الاخبار وكلامه فيهم: لا ينهى عن جعفر بن سليمان حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد ثنا على قال قال عبد الرحمن يعنى بن مهدى نا حماد بن زيد عن حفص بن سليمان عن حفصة بنت سيرين عن أبي العالية ان النبي صلى الله عليه وسلم أمر من ضحك في الصلاة ان يعيد الوضوء والصلاة قال حماد قد ذكرت لحفص ان هشاما ما يحدثه عن الحسن فأنكر ذاك قال انا حدثت به الحسن يعنى عن حفصة بنت سيرين عن أبي العالية عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أبو قدامة السرخسي حدثني بهز بن أسد قال كان حماد بن زيد عند جرير بن حازم قال فجعل جرير يقول حدثني محمد قال سمعت شريحا وحدثني محمد قال سمعت شريحا فجعل حماد بن زيد يقول يا أبا النضر لا تقل كذا ان محمدا لم يكن يقول كذا أو ان أصحابك لم يقولوا كذا حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا العباس بن دحان الضبي قال سمعت عبيد الله بن الحسن يقول إنما هما الحمادان فإذا طلبتم العلم فاطلبوه من الحمادين حدثنا عبد الرحمن نا أبو زرعة نا عارم أبو النعمان قال سمعت بن المبارك يقول أيها الطالب علما إئت حماد بن زيد تقتبس حكما وعلما ثم قيده بقيد حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا محمد بن المصفى الحمصي قال سمعت بقية قال ما رأيت في العراق مثل حماد بن زيد حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال بن الطباع قال بن المبارك أيها الطالب علم إئت حماد بن زيد فاطلب العلم برفق ثم قيده بقيد حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا سليمان بن حرب قال سمعت حماد بن زيد يقول كان على بن زيد يحدثنا اليوم بالحديث ثم يحدثنا غدا فكأنه ليس ذاك حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى قال أخبرني يوسف بن موسى يعنى التستري قال سمعت أبا داود يعنى الطيالسي يقول سمعت حماد بن زيد قال رأيت بن عون ويونس بن عبيد إذا حزبهما أمرا أتيا أيوب فنظرا ما يقول حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا إبراهيم بن مهدى قال سمعت حماد بن زيد يقول أنبأنا أيوب وهشام وحسبك بهشام حدثنا عبد الرحمن نا على بن الحسن الهسنجاني أخبرني أحمد بن سعيد الدارمي قال سمعت النضر بن شميل يقول سمعت حماد بن زيد يقول ما كان جلد بن أيوب يسوى طلية أو طليتين في الحديث حدثنا عبد الرحمن نا على بن الحسن الهسنجاني قال سمعت أبا محمد يعنى اخاه عبد الله بن الحسن قال لا اعلم الا انى سمعت عليا أو أبا بكر بن أبي الأسود يذكر عن عبد الرحمن بن مهدى قال قال حماد بن زيد وذكروا حديث الجلد عن أنس في ذكر الحيض فقال عمدوا إلى شيخ لا يميز بين قرء وحيض وغير ذلك فحملوه على أمر عظيم قد كان في أول امره يقول عن غير أنس فحملوه على ان قال عن أنس فقال لهم هكذا اونحوه. .باب ما ذكر من فقه حماد بن زيد: .باب ما ذكر من إتقان حماد بن زيد وثبته في الحديث: .باب ما ذكر من عقل حماد بن زيد: .باب ما ذكر من جلالة حماد بن زيد وتوقير العلماء له: .باب استحقاق السنة محبى حماد بن زيد: .باب رواية الأئمة عن حماد بن زيد: .عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي: .ما ذكر من علم الأوزاعي وفقهه: الأوزاعي المسجد وبلغ مالكا مقدمه فاتاه مسلما عليه فجلسا من بعد صلاة الظهر يتذاكران العلم فلم يذكرا بابا من أبوابه الا غلب الأوزاعي عليه فيه ثم حضرت صلاة العصر فصليا ثم جلسا وعاودا المذاكرة كل ذلك يغلب عليه الأوزاعي فيما يتذاكران فلما اصفرت الشمس ناظره في باب المكاتب والمدبر فخانقه مالك بن أنس فيه حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت أبي يقول ما سمعت كلام متكلم الا وإذا كررته خلق غير كلام الأوزاعي فإنك كلما كررت النظر فيه زاد حلاوة حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي نا محمد بن هلال حدثني عبد الحميد بن حبيب يعنى بن أبي العشرين قال قلت لمحمد بن شعيب بن شابور أنشدك الله ومقامك بين يديه لقيت افقه في دين الله من الأوزاعي قال اللهم لا قال قلت فاورع منه قال لا قلت فاحلم منه قال ولا حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد حدثني عبيد بن حيان قال أتيت مجلس مالك بن أنس وهو عنه غائب فقلت لأصحاب مالك ما يقول أبو عبد الله في مسألة كذا وكذا فأجابوا فيه فقلت ما هكذا قال أبو عمرو قالوا وما قال أبو عمرو قلت كذا وكذا بخلاف ما قالوه قال فتضاحكوا بي فانى لكذلك إذ أقبل مالك فلما جلس قالوا يا أبا عبد الله الا تسمع ما يحدث الشامي عن الأوزاعي قال فقلت ما تقول أنت في مسألة كذا وكذا فأجاب بمثل جوابهم فقلت ما هكذا قال أبو عمرو فقال كلف الشيخ فتكلف فتضاحكوا فمر بي ساعة الله اعلم وعلت مالكا سكته فأخلد برأسه الأرض مليا ثم رفع رأسه وقال القول ما قال أبو عمرو فرايتهم وقد عاد ما كان بي بهم حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول وسئل عن الأوزاعي فقال الأوزاعي فقيه متبع لما سمع حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد نا أبي حدثني يزيد بن عبد الله بن صالح البيروتي قال كان سبب طلب الأوزاعي العلم انه ضرب عليه بعث يعنى إلى اليمامة فلما دخلوا مسجدها ويحيى بن أبي كثير جالس في المسجد فنظر إليهم فقال اما انه ان كان عند أحد من هؤلاء القوم خير فهو عند هذا الفتى يعنى الأوزاعي ثم مر به وهو قائم يصلى فقال لجلسائه ما رأيت مصليا قط اشبه بعمر بن عبد العزيز بصلاته من هذا الفتى قال فلقيه شيخ كان جليسا ليحيى فقال يا فتى ان شيخنا لا يزال يحسن ذكرك قال فأتاه الأوزاعي كأنه أراد أن يقضى ذمامه فلما سمع العلم ونشفه قلبه رفض الديوان واقبل على يحيى يعنى بن أبي كثير حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد حدثني عبد الحميد بن بكار قال كنت عند سعيد بن عبد العزيز فجاءه رجل فقال يا أبا محمد متى أبان الرواح إلى الجمعة فقال له أتيت بيروت قال نعم قال فرأيت بن عمرو قال نعم قال فقد كفاك من كان قبله حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد قال سمعت أبي يقول كفانا الأوزاعي من كان قبله حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا دحيم قال قال أبو مسهر لما توفى مكحول جلسوا إلى يزيد بن يزيد بن جابر وكان طويل السكوت فلما رأوا سكوته جلسوا إلى سليمان بن موسى فلما توفى سليمان بن موسى جلسوا إلى العلاء بن الحارث فلما ولى بن سراقة قال من فقيه الجند قالوا قيس الأعمى قال لقد ضاع جند فقيهها قيس الأعمى قال فبعث إلى الأوزاعي فأقدمه من بيروت فكان يفتى بها يعنى دمشق حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن أحمد بن البراء قال قال على بن المديني نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة الزهرى وعمرو بن دينار وقتادة ويحيى بن أبي كثير وأبو إسحاق الهمداني والأعمش ثم صار علم هؤلاء الستة من أهل الشام إلى عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي. .كتب الأوزاعي في صلاح أمور المسلمين إلى ولاة الأمر باب رسالة الأوزاعي إلى أبي عبيد الله وزير الخليفة في موعظة وسوال حاجة: .باب رسالة الأوزاعي إلى وزير الخليفة أبي عبيد الله في تنجز كتاب من الخليفة بتخليه محبوس: ولا تستقل ذنبا فألهمك الله ذكره وطلب الوسيلة عنده ثم ان يزيد بن يحيى الخشني في حبس أمير المؤمنين أصلحه الله وكان من اعوان بن الأزرق ولم يبلغنى عنه سوء قرف به وقد طالت إقامته فيه فان رأيت رحمك الله ان يكون من المهدى كتاب إلى أمير المؤمنين أصلحه الله فيه يذكر من امره ما نرجو تخلصه به مما هو فيه من ضرر الحبس فعلت اعانك الله على الخير وجعله اغلب الأمور عليك وآثرها عندك والسلام عليك ورحمة الله حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي عن الأوزاعي انه كتب اما بعد جعل الله الأمير ممن الهمه الخير واستأنف به عمره وجعل فيه قوته والى ثوابه منقلبه فان الأمير أصلحه الله من المسلمين ومن خليفتهم بالمكان الذي ليس به أحد غيره وانه غاية عامة من ابتلى فوجد على الشخوص اليه قوة للنظر في أموره والبلاغ منه حتى يفرج الله عنه بليته اويتخذ منه عند السؤال عذرا جعل الله الأمير ممن يعضد ضعيف أمته ويهتم بأمر عوامهم ويرق على صاحب البلية منهم بما عسى الله ان يخلصه به منها ويوفيه عند الحاجة اليه أجره وقد كان اصلح الله الأمير إسماعيل بن الأزرق في ولايته على بعلبك فلم يبلغنا عنه الاعفافا وقصدا وقد كان من عقوبة أمير المؤمنين أصلحه الله إياه في بشره وشعره ووضعه في الحبس قبله ما قد علم الأمير فلم يبلغنا ان ذلك كان عن خيانه ظهرت منه ولا وصف بها الا ان يكون تعلق عليه لضعف وقد كان الرجل إذا ولى ثم عزل فبلى منه أمانة حمد وخلى سبيله اوحبس فاستعين به فان رأى الأمير ان يهتم بأمره ويعرف حاله في العذر ومبلغه من السن فيكلم أمير المؤمنين في سراحه وتخلية سبيله فعل فان الأمير من يعرف أمير المؤمنين نصحه وفضله إذا تدبر رأيه وهو من لا يخاف جبيهته ولا غلطته وما أدى الأمير اليه من حق رعيته فسيجده عند الثواب موفرا وجزاءه به مضعفا ان شاء الله أسال الله ان يجزى الأمير بأحسن سعيه ويبلغه في قوله وفعاله رضوانه والخلود في رحمته والسلام عليك ورحمة الله. .رسالته إلى المهدى في شفاعة لقوم: .رسالة الأوزاعي إلى المهدى بن أمير المؤمنين في شفاعة لأهل مكة في تقويتهم: بنبيه صلى الله عليه وسلم والاعتصام بسنته ومنافسه الأخيار أعمال البر ويجعل ثوابهما في يوم البعث الامن والافضاء إلى رضوان الله عز وجل وقد أصبح الأمير حفظه الله من خليفة المسلمين بحال الأمين المصدق ان شكا لمن مسه الضر من أمته لم يتهم نصحه ولم يجبه قوله وان دافع عنهم رهقا اوطلب لهم عفوا أخذ بقلب الخليفة توفيقه واحدث له بما ألقى اليه من الفضل سرورا ان شاء الله فجعل الله الأمير لامته امنه ومألفا ورضاهم به وأخذ بافئدتهم اليه ثم انه اتاني من رجل من مقانع أهل مكة كتاب يذكر الذي هم فيه من غلاء اسعارهم وقلة ما بأيديهم منذ حبس عنهم بحرهم واجدب برهم وهلكت مواشيهم هزلا فالحنطة فيهم مدان بدرهم والذره مدان ونصف بدرهم والزيت مد بدرهم ثم هو يزداد كل يوم غلاء وانه ان لم يأتهم الله بفرج عاجلا لم يصل كتابي حتى يهلك عامتهم اوبعضهم جوعا وهم رعية أمير المؤمنين أصلحه الله والمسئول عنهم وقد حدثني من سمع الزهرى يقول ان عمر بن الخطاب في عام الرمادة وكانت سنة شديدة ملحة من بعد ما اجتهد في امداد الاعراب بالإبل والقمح والزيت من الارياف كلها حتى بلحت مما اجهدها قام يدعو الله عز وجل فقال اللهم اجعل ارزاقهم على رءوس الظراب فاستجاب الله عز وجل له وللمسلمين فأغاث عباده فقال عمر والله لو ان الله عز وجل لم يفرجها ما تركت أهل بيت لهم سعة الا أدخلت عليهم اعداهم من الفقراء فإنه لم يكن اثنان يهلكان من الطعام على ما يقيم الواحد فبلغنا انه حمل إلى عمر من مصر وحدها ألف ألف اردب وبلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل عسى أحدكم ان تبيت فصاله رواء وجاره طاو إلى جنبه فان رأى الأمير أصلحه الله ان يلح على أمير المؤمنين في اغاثه أهل مكة ومن حولهم من المسلمين في بره وبحره بحمل الطعام والزيت إليهم قبل ان يبتلى بهلاك أحد منهم جوعا فعل وقد حدثني داود بن على ان عمر بن الخطاب قال لو هلكت شاة على شاطئ الفرات ضياعا ظننت ان الله عز وجل سيسألنى عنها وانما الأمر واحد وكل من العدل في الحكم عليه يوم القيامة مشفق الا ان يعفو الله عز وجل ويرحم وهى امتكم واحق من خلفتم فيها بالعفو والرأفه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحقكم الله به مصلحين واوردكم عليه بإحسان والسلام كتب في خمس من شهر ربيع الآخر سنة ثنتين وخمسين ومائة.
|